
يوب يوب تتبع سفينة السلاح المهرب من بندر عباس إلى المخاء
أعلنت "قوات المقاومة الوطنية" التابعة لعضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن طارق صالح ، يوم الأربعاء 16 يوليو/تموز الجاري، عن ضبط مركب شراعي في البحر الأحمر، يحمل كمية ضخمة من الصواريخ والأسلحة، من دون الكشف عن تفاصيل المركب أو مساره البحري. غير أن القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) نشرت لاحقًا وثيقتي شحن (مانيفست) وتصريح إبحار تُظهران أن اسم المركب هو "الشروة".
ولم يعترف الحوثيون وإيران بالاستيلاء، الذي قالت قوات المقاومة الوطنية إنه حدث في أواخر يونيو/حزيران الماضي.
بناءً على هذه المعطيات، أجرت منصة "يوب يوب" تحقيقًا مفتوح المصدر باستخدام أدوات تتبع السفن، منها: فيسل فايندر، فيسل تراكر، مارين ترافك، وأداة جلوبل فيشينغ المعنية بسفن الصيد. وأظهرت النتائج، أنّ المركب مسجل رسميًا كسفينة شحن في سلطنة عُمان، برقم الهوية البحرية (MMSI: 461182215) والذي يبدأ بالرقم 461، المخصص للسفن والمراكب المسجلة في عمان.
ويبلغ طول السفينة 26 مترًا، وعرضها 6 أمتار، وهي واحدة من بين 13 سفينة شحن تبحر تحت علم سلطنة عُمان. غير أن بيانات التتبع أظهرت أنها استُخدمت خلال عام 2024 في عمان كسفينة صيد، تحت اسم "الزئبق" (HG) ولا تتوفر أي معلومات موثقة عن نشاطها البحري قبل هذا التاريخ، ما يثير تساؤلات حول سجل تشغيله السابق والغرض الفعلي من استخدامه.
مسار التحرك البحري
تظهر أداة جلوبال فيشينغ أن السفينة كانت في بندر عباس بإيران بتاريخ 23 أبريل 2025
وفقًا لبيانات أداة جلوبال فاشن، رست السفينة في ميناء بندر عباس الإيراني بتاريخ 23 أبريل/نيسان 2025، وبقيت فيه لمدة 20 ساعة. وبعد مغادرتها، سُجّلت آخر إشارة لها في المياه العُمانية حيث أغلقت جهاز التتبع الملاحي (AIS). ولم تظهر مجددًا إلا يومي 19 و20 مايو/أيار 2025، حين كانت راسية في ميناء جيبوتي، وفق بيانات Vesselfinder.
تظهر أداة جلوبال فيشينغ أن السفينة تحركت وأغلقت إشارتها بتاريخ 24 أبريل 2025
تظهر أداة VesselFinder أن السفينة كانت في ميناء جيبوتي بتاريخ 19 مايو 2025
تُظهر وثيقتي شحن وتصريح إبحار صادرة من ميناء جيبوتي، بتاريخ 25 يونيو/حزيران 2025 أن السفينة باتت مسجلة تحت علم اليمن، وتحمل شحنة "مواد متنوعة وحاويات" متجهة إلى ميناء الصليف، بقيادة ربان يمني يُدعى أمير أحمد يحيى.
وثيقتي شحن وتصريح إبحار السفينة
ومن المرجح، استنادًا إلى تسلسل الأحداث والمعلومات المتوفرة، أن السفينة دخلت جيبوتي بهدف الحصول على وثيقة مانيفيست مزورة لإخفاء طبيعة حمولتها الحقيقية. كما يُعتقد أنها حُمّلت بمواد أخرى خلال وجودها في الميناء لأغراض التمويه.
تخفي طبيعة الحمولة الأصلية، على الرغم ان وثيقة الشحن مانيفست تؤكد أن السفينة تعمل تحت إدارة سبيد دهو مانجمنت (SPEED DHOW MANAGEMENT) وعنوانها : HERON Are OTNERAL GALLENI، في منطقة Boutique de Djibouti.
وتعزز هذه الفرضية وجود تناقض بين وثائق السفينة التي تُظهر تسجيلها تحت علم اليمن، وبين سجلات التتبع البحري السابقة التي تشير إلى أنها كانت مسجّلة في سلطنة عُمان، ما قد يُشير إلى تغيير متعمد في بيانات الهوية والتسجيل البحري.
وتأتي هذه الوقائع في سياق أوسع، تؤكده تحقيقان مفتوحا المصدر أُجريا بواسطة منصة "يوب يوب" في وقت سابق من هذا العام الجاري، سلّطا الضوء على عمليات تهريب متكررة تُنقل من خلالها أسلحة وذخائر متنوعة إلى الحوثيين، باستخدام سفن وقوارب شراعية مزودة بأساليب تمويه متطورة، تشمل تغيير الأسماء والأعلام.
اقرأ أيضًا: ممر الحرب المفتوح من إيران إلى الصليف
وكشف التحقيقان تفاصيل شحنات متعددة انطلقت من موانئ إيرانية مثل بندر عباس، باستخدام سفن تمويه تجارية أو قوارب صيد استخدام خطوط بحرية تمر عبر المياه العمانية والقرن الأفريقي، في محاولة لإخفاء مصدر ووجهة الشحنات.
وتضمنت الأدلة التي أوردها التحقيقان صورًا وبيانات تتبع ملاحي، بالإضافة إلى تحليلات وتقارير رسمية وشهادات تؤكد نمطًا متكررًا ومنسقًا لعمليات التهريب.