
مسيرات ومسارات بحرية تقتل اليمنيين
البداية من عدن
في الخامس من أغسطس 2025 أعلن جهاز مكافحة الإرهاب اليمني في عدن ضبط شحنة من معدات عسكرية ومسيرات وأجهزة لاسلكية، ووحدات تحكم متقدمة بالطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى قطع غيار أسلحة في حاويات كانت على متن سفينة قادمة من الصين
لكن الخبر لم يتضمن أية تفاصيل حاسمة بخصوص السفينة التي قدمت على متنها الشحنة ولا تاريخ وصولها ولا الجهة التي تم الشحن باسمها ما ترك العديد من علامات الاستفهام التي تبحث عن إجابة في بحر من الأمواج المتلاحقة ولعلى أبرز تلك التساؤلات ما طرحه محررو يوب يوب هو من أين نبدأ البحث أذا؟
البحث من السلاح
في صور وأخبار جهاز مكافحة الإرهاب برزت طائرة مسيرة تشبه إلى حد كبير طائرة الدرون الأوكرانية بوب فلاي والقاذف الخاص بها ، والتي تنتجها شركة "REACTIVE DRONE" الأوكرانية، التي تُصدر طائراتها عادة إلى دول مثل تركيا ورومانيا والمجر وأذربيجان ومولدوفا، فهل يعني هذا أن السفينة قادمة من البحر الأسود إلى عدن وهل يشتم رائحة وجود للدب الروسي في العملية ؟؟ ربما وربما لا فكل الاحتمالات واردة.
لكن هذه المعطيات ترجح هذا الاحتمال على سواه وخاصة حين عثرنا على سفينة قادمة على هذا المسار ترسو في ميناء عدن.
لكن ما يظهره البحث عن السلاح قد لايكون دقيقا، مالم يخضع لتقييم خبراء في المجال إذ تكون الفوارق بين الاسلحة طفيفة وقد تظهر الكثير من التشابهات على نفس القطعة أو تدخل فيها مكونات أخرى من عدة دول
سجلات الميناء ماذا تكشف
وبالعودة إلى سجلات حركة ميناء عدن كانت السفن القادمة من الصين قد غادرت الميناء إما إلى جيبوتي أو جدة أو بورتسودان أو قناة السويس بينما ظلت سفينة قادمة من الصين تظهر على صور الأقمار الصناعية ولا تظهر اشارتها على أدوات تتبع السفن وكان من الصعب تتبعها، لكننا عثرنا على سفينة تحمل إسم بروذر BR BROTHER وصلت إلى ميناء عدن في 5 أغسطس 2025 كما تسجل حركة الملاحة في ميناء عدن
تتبع السفينة
من خلال تتبع ملكية السفينة وتاريخها ومسارها على، أداة مارينا ترفيك ، فإنها مملوكة لشركة "بي آر براذر البحرية المحدودة ومقرها لبنان. ترفع علم جزر القمر وبنيت قبل 40 عاما ، ويبدو من مسارها الموثق في الاداة أنها مناسبة جدا لحمل أسلحة قادمة من روسيا أو أوكرانيا فهذه السفينة عبرت ميناء نوفوروسيسك الروسي وموانئ أوكرانية ورومانية في البحر البحر الأسود مرورا بموانئ تركية وسورية وصولا إلى عدن.
بينما تحمل سجلا مماثلا من العبور نحو موانئ لبنان وليبيا وسوريا وهي موانئ دول تشهد صراعات مسلحة لم تتوقف مايرجح إمكانية ضلوع مباشر بتهريب السلاح من روسيا إلى اليمن على مدار سنوات لكننا لا نستطيع الجزم بذلك قطعيا، كما لايمكننا تجاهل أن السفينة ووفقا لبيانات أداة جلوبل فاشن وعند دخولها الموانئ اليمنية 5 مرات ليس فيها الأخيرة في : يونيو 2016 ، وديسمبر 2016 ، و فبراير 2017 ، و أبريل 2017 ، و يونيو 2017 تسكعت في المنطقة الاقتصادية الارتيرية بضعة مرات مرات خلال عامي 2016 و و 2017 ولمدد متفاوتة تتراوح بين 12 يوم وأسبوع ويوم واحد وبضعة ساعات خلال نفس فترة دخولها موانئ الحديدة وميناء عدن
سفينة الإشارة المخفية
مع إصرار السلطات الأمنية في ميناء عدن أن السفينة التي حملت شحنة السلاح هي سفينة قادمة من الصين تظل علامات الاستفهام ماثلة وبقوة عن السفينة المختفية ومن أين جائت ولمن تتبع لكن الإشارة المخفية عادت للظهور أمس 12 أغسطس لبعض الوقت لتكشف عن سفينة تملكها شركة فوركاسل للشحن المحدودة ومقرها الصين قادمة من هونج كونج ترفع علم بنما بنيت قبل 22 عاما وترفع علم بنما وتحمل اسم ميشيليا MICHELIA .
وفقا لبيانات ميناء عدن فإن ميشيليا دخلت ميناء جيبوتي قادمة من هونج كونج يوم 17 يونيو 2015 ، ثم وصلت إلى ميناء عدن يوم 25 يونيو،وتم ترسيتها في الرصيف MW 3 بميناء المعلا بنفس اليوم، وغادرته بعد عشرة أيام في الرابع من يوليو إلى جيبوتي، لترسو هناك لمدة 15 يوما، قبل أن تعود إلى عدن في 20 يوليو ليتم إرسائها في الرصيف MW 1 ميناء المعلا يوم 21 يوليو ومازلت فيه لكنها أخفت إشارتها قبل أن تظهر في الثامن من أغسطس لبعض الوقت
العودة إلى السلاح المعروض
ظهور السفينة الصينية بعد فترة من قفل إشارتها دفعنا للعودة للبحث عن السلاح القبوض وخاصة " الطائرات المسيرة وقذفتها الأنبوبية وبع ساعات من الباحث على المواقع الصينية عثر فريق يوب يوب على درون صينية مماثلة لما في الصورة التي عرضها جهاز مكافحة الإرهاب بعدن، يطلق عليه الدرون ذو الاجنحة القابلة للطي والتي يتم اطلاقها من ذات الأنبوب وهي طائرة يمكن استخدامها للتجسس